“ليست الفكرة في أني فائق الذكاء بل كل ما في الأمر أني أقضي وقتاً أطول في حل المشاكل” [إنشتاين]
أود لو تصل هذه المقولة الثاقبة لكل الآباء حول العالم، وتحديداً إلى أمي؛ فقد كانت تعتقد أنني إن لم أنجح في دراستي، وأحصل على الدرجات النهائية في كافة المواد الدراسية، فلن يتسنى لي أن أعمل عملاً جيداً، وستقل أمامي الفرص الرائعة، ولأنني لم أكن الطالب الأفضل؛ كان علىّ أن أودع الفرص الرائعة؛ لأنها لن تأتي أبداً.
دراسة المشكلة هو بداية الحل
لم يكن الأمر بهذه الصورة البائسة في النهاية؛ لأنني وجدت – رغم استيائي – أن ضياع الفرص الرائعة مني، وفشلي في الحصول على درجات مُتقدمة في الجامعة، كان في حد ذاته فرصة رائعة كي أدعو نفسي إلى اجتماع مُغلق كي نتشاور سوياً بخصوص الخطوة القادمة التي يجب علينا فعلها، وبرغم أن نفسي كانت ضئيلة الخبرة، قليلة الحيلة، ضعيفة الجسد، فقيرة لعوامل النجاح التي أعرفها الآن، إلا أنها لم تمانع قط أن تشاركني الرأي، كما ستتحمل معي النتيجة؛ فجلسنا نفكر حتى الصباح، يملئنا الحماس، مستعدان للقتال حتى ننجح، ولكن لا نعرف في أي شيء سوف ننجح أو بالأحرى لا نعرف من أين نبدأ.
كان أمراً محيراً للغاية، ولكننا سريعًا أدركنا أهمية وجود هدف كي ننجح في تحقيقه، إذن الخطوة التالية هي تحديد هدف أريد تحقيقه! “نعم، هذا هو المطلوب”. معذرة؛ فقد كنت أتحدث مع نفسي بصوت مرتفع. وبدأت أسأل نفسي قائلاً: ما هو الهدف الذي أريد تحقيقه؟
يجب أن يكون لديك هدف تسعى لتحقيقه؛ فما هو؟
تخيلت لوهلة أن تحديد الهدف الذي أريد تحقيقه أمر بسيط، ولكني أضعت خمس سنوات حتى أصل لهذا الهدف، وأيقنت أنه كان أصعب مرحلة مررت بها في تحقيق ذاتي؛ فقد مضت تلك السنون، وانا أعاني آلام الفشل نتيجة اختيار الهدف الخطأ، ولك أن تتخيل كم الأعمال والوظائف والمهن التي عملت بها. ولكن بقدر ما تألمت تعلمت.
على طريقة مخترع المصباح الكهربائي
هكذا مرت فترة الوصول إلى الهدف:
- ما أن يكاد اليأس يأتي إلىّ، إلا وأرى أديسون يقول لي: “تـعلمـت 10000 طـريقـة خـطـأ لصنع المصباح“؛ فأحاول مجدداً في فكرة وهدف مختلف.
- ثم أفشل وأجد باولو كويلو يقول لي: “لا يغرق المرء لأنه سقط في النهر، بل لبقائه مغموراً تحت سطح الماء“؛ فأحاول مجدداً في فكرة وهدف مختلف.
- ثم أفشل، وأجد جون تشارلز سالاك يقول لي: “لا يصل الناس إلى حديقة النجاح، دون أن يمروا بمحطات التعب والفشل واليأس، وصاحب الإرادة القوية لا يُطيل الوقوف في هذه المحطات“؛ فأحاول مجدداً في فكرة وهدف مختلف.
- ثم أفشل، وأجد أمين الريحاني يقول لي “اليأس طريق سهل لا يسلكه إلا العاجزون“.
قضيتها – خمس سنوات – اقرأ بنهم، تطرأ في بالي فكرة ما، أقوم بتنفيذها، أفشل في تحقيقها، أعيد التفكير مرة أخرى وبطريقة مختلفة.
السبب في أنك لم تنجح حتى الآن هو أنت
ونتيجة للفشل المتكرر، كان يجب أن أعقد جلسة تأمل طارئة؛ لأعرف ما هو السبب الذي يجعلني أفشل، ووجدت في النهاية أن السبب هو أنا؛ لأنني لم أحدد هدف واحد فقط كبداية، ولأنني هرولت لأمسك أرنبين في نفس الوقت – أقصد هدفين – وكانت النتيجة أنني لم أمسك ولا واحدًا منهما.
لقد كانت زوجتي الحبيبة إحدى الأسباب الجوهرية التي صنعتني، وجعلتني قادرًا على تعريف نفسي بأنني ناجح، لقد ذكرت ذلك في قصتي مع العمل الحر خلال خمس سنوات وشهر واحد؛ وفيها تقرأ كيف ساعدتني زوجتي على النجاح، وكيف تمكنت خلال شهر واحد من تحقيق النجاح، ثم في أقل من سنة تمكنت من تخطي كافة العقبات التي وقفت أمام وجهي، وأرى أنه لا داعي لذكرها هنا مُجددًا.
الخطوة رقم صفر في طريق النجاح وتحقيق الذات
قصصت عليك القصة السابقة، حتى أبين لك شيئاً في غاية الأهمية لم أخبرك به صراحة في الفقرات السابقة، ولكني على يقين أنك الآن تعرفه، ألا وهو الصبر؛ فبدون الصبر والمثابرة على تحقيق النجاح لما كُنت قد حققت أي نجاح يُذكر في حياتي: لم أكن لأتزوج، أو أعمل في وظيفة لطالما حلمت أن أعمل بها (كاتب)، ولم أكن لأحقق دخلًا جيدًا باستخدام الإنترنت، ولم أكن لأدفع كامل ديوني، ولا أزال يومياً أخطو خطوات ثابتة نحو تحقيق الأهداف التي أحبها.
ويُمكنني أن أقول لك بكل جدارة، أن الخطوة رقم صفر في طريق النجاح وتحقيق الذات هي تحديد هدفك في الحياة (رسالتك، رؤيتك، أهدافك، أحلامك)، ولا مانع أن يكون هدفك هذا مُتصلًا بالحياة الآخرة بل هذا مُفضلًا، ثم تتوكل على الله وتصبر وتُثابر وتعمل بجدٍ واجتهاد حتى تُحقق هدفك، وبعد أن تُحقق هدفك حافظ عليه بالتعلم والتطور والتجديد المُستمر.
أظن أنك الآن بت تعلم ما معنى قول الله تعالى: “واستعينوا بالصبر والصلاة”، والآن أود منك قارئي العزيز أن تشاركني تجربتك في تعليق؛ أود لو أجعل هذه الصفحة موسوعة لتجارب الآخرين. وإن كُنت غير مستعد بعد لتحكي تجربتك في تعليق، فأخبرني عن أكثر شيء أعجبك في هذا المقال.
أقرأ أيضًا: قصتي مع العمل الحر خلال خمس سنوات وشهر واحد
رائع و باتت اليوم شهادتي مجروحة في كتاباتك أستاذ صلاح ..خطوات نجاحك و تسلسلها يتطابق تماما مع ما قرأت و اقرأ في علم الطاقة الحيوية.
ما يضيع وقت و عمر الباحث عن ذاته _ و كلنا باحث عن ذاته _ هو البحث عن الوسيلة و ليس البحث عن الغاية مع أن الوسيلة ما هي إلا لتحقيق الغاية و الأصل في أي بحث يكمن في الغاية. و ذالكم أيضا مذكور في علم الطاقة الحيوية التي تعلمت فيها خفايا وأسرار النفس.. و ما دام الباحث استطاع تحديد الغاية حتى انفتحت له أسوار و ليس أبواب فقط من الوسيلة.
تعلمت من أي تجربة ناجحة و تجربتك اخي الكريم من ضمن تلك التجارب أن أكبر خطأ هو تكرار نفس الأسلوب و سلك نفس الطرق و أن أكبر الصواب هو تجربة أساليب جديدة و التنويع بذاك الجديد.
وفقنا الله و اياكم لكل ما يحب و يرضى.
شاكر لكي متابعتك لكل ما أنشره، ندعو الله أن يستفيد من علمك كل عربي، نسأل الله التوفيق والسداد لنا ولجميع المسلمين في كل مكان.
حقيقة العمل في اكثر من هدف لن يحقق النتيجه المرجوه . يجب التركيز على هدف واحد والنجاح فيه
نعم، هذا صحيح .. التركيز في هدف واحد سوف يساعدك على النجاح أسرع، وهذا خلاف ما تعلمناه ألا نضع البيض كله في سلة واحدة
أعجبني أسلوب كتابتك و الوصف الدقيق لحديث المرء مع ذاته ،،
كل التوفيق أتمناه لك أخي صلاح
بارك الله فيك أخي العزيز أحمد، نسأل الله لنا ولكم ولجميع المسلمين التوفيق والنجاح الدائم 🙂
بارك الله فيك وبارك الله بك الكلمات التي هي في خاطري أن أقولها لك لم أعرف كيف أسردها هنا وربما لأن عبارات الشكر والتقدير مني اليك لم تلبي مقامك والذي نفسي بيده أني أصبحت أحبك في الله بعد أن دلني ولي التوفيق عزوجل على مقالاتك التي كانت كل كلمة منها تضمد جروحي بعد محاولات في تحقيق أول مبلغ على النت بعد سنتين مضت علي وأنا أبذل الوقت والمال وكل امكانياتي ومحاولاتي والبارحة كنت أصارع اليأس بتخطيط من جديد فصليت ركعتين وتوكلت على الله عزوجل وبدأت أبحث عن الأمل لتحقيق الهدف فوقني ربي لمقالة لك وهي لما تحديت زوجتك في شهر فانتصرت على الاحباط وأخذت أقرأ المقالة تلو الأخرى في موقعك وأعدك أني سأطبق تعليماتك وأبشرك حين أستلم أول مبلغ بإذن الله وشكرا.
وبارك الله فيك أخي العزيز، أحبك الذي أحببتني فيه، وأُشهد الله أنني أحببتك انا الآخر في الله، وأتوق لسماع خبر نجاحك أشدّ مما تشتاق له أنت … أسأل الله العلي العظيم أن يوفقك لكل ما يُحب ويرضى وأن يجمعنا في جنته.
كلام حلو وجميل وشىء رائع بس انا ليس عندى اى خبرى فى اى مجال والمشكلة مش فى انى مش عارف احدد الهدف ممكن تكلمنى على هذا الرقم اخوك نصر 0101484179
3 وشكرا
انا ليس عندى موقع ومعرفش اى شىء غى النت غير انى اعمل تصفح فقط اوابحث عن معلومةولكنى دخلت غلى مواقع الريح ومش فاهم اى شىئ ومش غارف اعمل اى حاجة 01014841793
حدد مجال معين وابدأ في تعلمه – لا تتوقف عند هذا الحد ولكن يجب عليك أولا أن تساعد نفسك بنفسك. ذكرت أنك تجيد البحث على الإنترنت، فاستخدم ما تجيده لتتعلم ما لا تجيده.
واصل أخي بارك الله فيك
ما شاء الله عليك قرأت كل المقالة واعجبت بصراحة بالسرد الجميل وهي تجربة حلوة ومفيدة لك ولنا ـ وانا شخصيا مثلك تماما اعمل ولكن باجر زهيد جدا وبمجهود كبير ومنذ اكثر من خمس سنوات وانا ادخل لعالم الربح من الانترنت وكل مرة اتعلم وابدأ ولكن اتوقف فجأة لعدة اسباب منها امل والتعب ومثل اي شخص يدخل لهذا العالم بدات بمواقع الظغط على الاعلانات وما شابهها بحكم ان هذه الطريقة سهلة ولا تاخذ وقت طويل ومؤخرا اضيفت خاصية الاستثمار وشراء الريفل وايضا هناك طرق اخرى للربح منها الربع من الاعمال الصغيرة مثل موقع خمسات اعرفه منذ مدة ولكن لم اعمل فيه بل اشتريت منه خدمات ليس الا اما موقع مستقل عرفته الا مؤخرا ولم اجربه ، مشكلتي الدائمة هو عدم الاستمرارية في هذا المجال ودائما اتوقف واتشتت في مجالات اخرى في الانترنت لأنني اذهب من هنا الى هناك القصد من كلامي انني احيانا انسى الربح اصلا واذهب الى الدردشة في مواقع التواصل الاجتماعي او النقاشات في المنتديات او تحميل الافلام او المباريات او المسرحيات وغيرها من عدة مواقع او البحث عن عدة امور لا اعرفها في الحياة واستفيد منها في الانترنت ولهذا انسى الربح من الانترنت اصلا ولكن في كل مرة ارجع له ولكن بدون نتيجة ، هذه الايام اتمنى ان ارجع اليه بنتيجة حقيقية وعزم وارادة اكثر ، مشكلتي الاخرى كما عدة اشخاص وانت ذكرت ذلك هنا انه لا اركز على هدف معين بل اسعى لعدة اهداف ، انا خريج جامعة ولدي شهادة في الحقوق ولدي امكانيات للكتابة ولدي امكانيات اخرى عديدة ولكن دائما اتشتت ولا اعرف ماذا اعمل بالظبط خاصة ان رايت مثلا ان مجال التصميم والبرمجة هو الاكثر طلبا في موقع خمسات او مستقل وغيرها اقول يجب ان اتجه اليه احسن وبعدها اجد طلبات التسويق الالكتروني هي الاخرى فيها طلب كبير فاهتم بها وبعدها من خلال البحث اجد مجال اخرى فيه طلب اكبر مثل انشاء المواقع والمدونات وهكذا دواليك فاصبح لا اعرف ماذا اختار والسبب انني اخشى ان اختار مجال معين واجد ان الطلب عليه ضعيف جدا ولهذا دائما احاول وبصراحة اختيار اكثر من مجال للربح السريع ولتحقيق عدة اهداف السؤال هل كبداية يجب ان اختار هدف واحد فقط حتى لو كان ضعيف ؟ وماذا لو فشلت فيه لمدة طويلة هل يمكن تغيير المجال واختيار اخر لعل وعسى او يجب الاستمرار في نفس المجال وتطوير امكانياتي ؟
وشكرا لك وعذرا على الاطالة
بارك الله فيك أخي، يبدو أن تجربتنا متشابهه إلى حد كبير، وأظن أن مشكلتك الحالية هي عدم وجود هدف صريح تريد تحقيقه، لذلك أقدم لك نصيحتين: الأولى أن تقرأ مقال حدد مجال عملك بالطريقة السويدانية كاملًا أكثر من مرة لتحديد أهدافك في الحياة، كذلك مقال حان الوقت لتحقق أحلامك وأهدافك في الحياة، والثانية أن تركز على المجال الذي تحدده وتتخصص فيه وتبدع فيه، وتجعل بقية المجالات غيره هواية وتقطف من كل بستان زهرة كما يقولون.
انا هدفى فعلا ومعلش هو غريب شويه انى عايز اكسر عباره كل الناس بتقولها الا وهى صعود سلم النجاح درجه درجه فانا اريد ان اثبت انى استطيع تخطى كل هذه الدرجات بدون المرور عليها
نتمنى لك التوفيق في تحقيق هدفك، ولكن حتى هذه اللحظة لا يتم هذا الهدف إلا بالصدفة، ولكن من يعلم، لربما تكسر أنت هذا الحاجز 🙂
عندما قرات مقالاتك وقصص نجاحك وبحثك عن الذات وجدت امامي رجلا عصاميا وعصريا ونحن بحاجة ماسة الى امثالك يا استاذ صلاح ويا حبذا لو تقوم بتوثيق مقالاتك المحفزة هذه عبر اليوتيوب وتنشأ لك قناة مسموعة الى جانب مدونتك الرائعة هذه وذلك نظرا لأننا شعوب عربية لا تقرأ للاسف الشديد ولكن اليوتيوب يعتبر حاليا نافذة تفاعلية اكثر انتشارا وانت تستحق مكانة مرموقة بين نجوم اليوتيوب .. مع خالص تحياتي واحترامي لك
بارك الله فيك أخي وجزاك خيرًا على هذا الكلام الجميل والتشجيع الرائع – فعلا لدى قناة على يوتيوب (قناة مع صلاح على يوتيوب) وأنوي قريبًا أن أهتم بها وأنشر عليها فدعواتكم معنا، ونسأل الله أن ينفع بكم 🙂
[…] […]
مقال رائع ويمكن أن يساهم في تغيير مسار حياة أي إنسان ….. شكرًا على دفعة التفائل والأمل الموجودة في المقال وبارك الله فيك
العفو أخي شوكت – أسأل الله أن يجعل حياتك كلها تفائل وأمل ونجاح